لن تجد مكانًا في العالم يمتزج ماضيه بحاضره مثل مصر. تعد البلاد مهدًا للحضارة، إذ تضم بين جنباتها عددًا لا حصر له من المواقع الأثرية التي يمتد تاريخها لآلاف السنين من تاريخ البشرية. ويستمر علماء الآثار في التوصل إلى اكتشافات جديدة، ويتزايد معها عدد المتاحف الحديثة لعرض هذه الاكتشافات، ومن ثمّ، يجد جميع هواة التاريخ بغيتهم في مصر، بغض النظر عن العصور التاريخية التي يهتمون بها.
تعد أهرامات الجيزة، التي تضم بعض من أشهر المعالم مثل تمثال أبو الهول الواقع عند سفح هرم خفرع، من عجائب الدنيا الوحيدة الباقية من العالم القديم، حتى أن المؤرخ والكاتب اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قد أبدى ذهوله من حجمها.
غير أن الأهرامات الثلاثة الرئيسية في مقبرة الجيزة ليست الهياكل القديمة الوحيدة التي تستحق تخصيص الوقت لزيارتها، فإلى الجنوب من هضبة الجيزة التي ترتفع عن القاهرة على الجانب الغربي من نهر النيل ستجد عددًا من الأهرامات الأقدم. ولا تزال مقبرة سقارة من مواقع التنقيب الغنية بالآثار، كما أن هرم زوسر المدرج هو أول هرم يُبنى على الإطلاق في مصر. ويمكنك مشاهدة مختلف المحاولات المبكرة الأخرى التي قام بها المصريون القدماء لبناء أهرامات عند زيارتك لهرم سنفرو المائل والهرم الأحمر.
للاستمتاع بإطلالة لا مثيل لها على أهرامات الجيزة، استمتع بإقامة في فندق ماريوت مينا هاوس، القاهرة، الذي يتمتع بموقع قريب للغاية من هذه المعالم التاريخية حتى أنه يقع بالفعل داخل بوابة مجمع أهرامات الجيزة. وبهذا، يمكنك الاستمتاع بتجربة لا تحدث إلا مرة واحدة في العمر وهي الاستيقاظ على المنظر المهيب للأهرامات من شرفة غرفتك بالفندق.
انتقل عبر التاريخ نحو خمسة قرون وصولاً إلى عصر الدولة الفرعونية الحديثة، التي شهدت ازدهارًا في الفن والهندسة المعمارية في عصور مصر الفرعونية. وقد نقل فراعنة الدولة الفرعونية الحديثة عاصمتهم من ممفيس، بالقرب من هضبة الجيزة، إلى طيبة، التي أصبحت الأقصر اليوم. تنقسم مدينة الأقصر إلى قسمين على ضفتي النيل، وهي كنز نفيس يزخر بالمعابد على جانبها الشرقي، الذي اعتبره المصريون القدماء "أرض الأحياء"، وبالمقابر على جانبها الغربي حيث تغرب الشمس، والذي اعتبروه "أرض الأموات".
على بعد بضع كيلومترات شمال وسط مدينة الأقصر، تستطيع التجول بين صفوف من الأعمدة الشاهقة في معبد الكرنك، أحد أكبر المعابد في العالم، ثم الانطلاق متوجهًا إلى معبد الأقصر عبر طريق الكِباش، الذي بُني في عصر الدولة الفرعونية الحديثة، غير أنه لم يفتح للزوار إلا في عام 2021.
على الجانب الآخر من نهر النيل، يمكنك الانطلاق في جولة بمنطاد الهواء الساخن وقت شروق الشمس أعلى وادي الملوك قبل الذهاب لزيارته في وقت لاحق من اليوم. وبزيارتك للمقابر الحجرية في وادي الملوك، ستجدها مغطاة من الأرض إلى السقف بالرموز الهيروغليفية ذات الألوان الزاهية وصور الفراعنة والآلهة الفرعونية. وتعد مقبرة سيتي الأول (KV17) الأروع من بين مجموعة المقابر هناك، غير أنه دُفن بالوادي أيضًا بعض من أشهر ملوك الفراعنة، مثل الملك توت عنخ آمون والملك رمسيس الثاني.
تقع الأقصر على مسافة رحلة يوم واحد من مدينة الغردقة، وهي مدينة منتجعية حيوية تقع على ساحل البحر الأحمر في مصر، وهناك، يمكنك الإقامة في منتجع شيراتون خليج سوما، الذي يعد خيارًا مثاليًا للعائلات، إذ يضم عددًا كبيرًا من وسائل الراحة والأنشطة الملائمة للأطفال، أو يمكنك الإقامة أيضًا في منتجع ماريوت بيتش الغردقة، الذي يتمتع بموقع في قلب مدينة الغردقة النابضة بالحياة.
مع اضمحلال أمجاد الدولة الفرعونية القديمة، تعرضت أرض مصر للغزو في موجات متتالية من الإمبراطوريات المجاورة المتنافسة؛ مثل: الكوشيون من النوبة، والليبيون من الغرب، والآشوريون والفرس من الشرق.
عندما وصل الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، رحب به أهل البلاد على أنه المحرر. وبدلاً من القضاء على الثقافة المصرية القديمة، أصبح التراث الهلنستي جزءًا من المزيج الثقافي بالبلاد. وحكم الحكام كالفراعنة، وأصبحت مدينة الإسكندرية الجديدة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط العاصمة. وانتهى عصر الفراعنة البطالمة بالهزيمة الشهيرة لكليوباترا السابعة ومارك أنطونيو على يد أغسطس قيصر عام 30 قبل الميلاد، واستمر حكم الرومان حتى وصل العرب المسلمون عام 641.
لا تزال مدينة الإسكندرية حتى يومنا هذا من أفضل الأماكن لمشاهدة القطع الأثرية من العصر الروماني. لذا، بادر إلى زيارة المتحف اليوناني الروماني بالمدينة وسراديب الموتى في مقابر كوم الشقافة، التي تزدان بمزيج من الأساطير، مثل إله أنوبيس الفرعوني برأس ابن آوى وهو يرتدي معدات جندي روماني. غير أن هذا ليس كل شيء، إذ تقف مكتبة الإسكندرية في مصر، التي تعد بمثابة إحياء حديث لماضي المكتبة العريق، كمنارة للمعرفة والتبادل الثقافي، حيث تضم مجموعة كبيرة من الكتب وتعزز المساعي الفكرية في قلب المدينة التاريخية.
بعد يوم حافل من مشاهدة المعالم السياحية، يمكنك الاسترخاء في فندق شيراتون المنتزه المطل على البحر ويتمتع بموقع في المناطق الشمالية الأكثر هدوءًا بالإسكندرية. ويمكنك السباحة في حوض السباحة أو على الشاطئ الرملي الكبير، والتنزه عبر الأراضي الخضراء لحدائق المنتزه المجاورة، التي تضم قصرًا ملكيًا يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر.
تتمتع المسيحية بجذور عميقة في مصر، التي تضم أكبر عدد من السكان المسيحيين في الشرق الأوسط. ويقع دير سانت كاترين بسفح الجبال الشاهقة، وتم الانتهاء من بنائه في عام 565 م بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول. ويعد دير سانت كاترين من أقدم الأديرة المسيحية التي لا تزال موجودة حول العالم، ويُقال إن بداخله جذوة النار التي رآها نبي الله موسى.
من أكثر الأنشطة شهرة وشيوعًا بالمنطقة تسلق جبل سيناء (المعروف أيضًا باسم جبل موسى) لمشاهدة شروق الشمس ثم استكشاف الدير بعد ذلك. ويقع دير سانت كاترين في بقعة نائية داخل سيناء، ولكن يمكنك الإقامة في فندق ومنتجع وفيلات ونادي صحي شيراتون شرم الواقع في شرم الشيخ، حيث تتمتع جميع الغرف بإطلالات على البحر الأحمر.
تمتلك القاهرة أيضًا مجموعة رائعة من المواقع المرتبطة بالأقباط، وهم المجتمع المسيحي العرقي والديني الأصلي في مصر. وتشمل هذه الأماكن الكنيسة المعلقة والمتحف القبطي، الموجودين في المنطقة التي يطلق عليه اسم القاهرة القبطية.
تعتبر القاهرة من كبرى مدن إفريقيا والشرق الأوسط، وتنسج خليطًا مذهلاً من الحقب التاريخية، حيث ترك كل من السلاطين والخلفاء والرؤساء الذين حكموها بصمتهم عليها. وقد زينت دولة المماليك، التي حكمت من العام 1250 إلى 1517، العاصمة بهندسة معمارية غنية لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
تُلقب القاهرة بـ "مدينة الألف مئذنة"، ويستقبل الزوارَ العديد من المساجد والمدارس الدينية الجميلة، مثل مسجد مدرسة السلطان حسن. تؤدي البوابات المزخرفة، ولا سيما باب زويلة، إلى الممرات الشبيهة بالمتاهة لسوق خان الخليلي الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، ولا يزال يعج بالتجار والسيّاح حتى يومنا هذا.
تُعرف القاهرة بأنها المدينة التي لا تنام، وتعرض المدينة تاريخها في المتاحف الحديثة، بما في ذلك المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي تم افتتاحه في عام 2021، والمتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه في عام 2024، وسيضم جميع الآثار المتعلقة بالملك توت عنخ آمون في مكان واحد للمرة الأولى.
إذا كنت تحلم بالمبيت في موقع تاريخي، يمكنك الإقامة في فندق ماريوت القاهرة وكازينو عمر الخيام، الذي بُني كقصر للخديوي إسماعيل باشا عام 1869 بمناسبة افتتاح قناة السويس. ويحتفظ الفندق بالمدخل ذي القنطرة الكبيرة والسمات المعمارية الأخرى، ويتمتع بموقع رائع داخل جزيرة الزمالك، وهي جزيرة تقع داخل نهر النيل.
للاستمتاع بتجربة لا تنسى وسط الأجواء الفاخرة، يمكنك الإقامة في فندق سانت ريجيس القاهرة. يقع هذا الفندق الخلاب على ضفاف نهر النيل العظيم، ويوفر إطلالات آسرة ستبهر أنفاسك. ويضم الفندق أكثر من 233 غرفة مصممة بنوافذ تمتد من الأرض إلى السقف، لذا يستطيع النزلاء الاستمتاع بالإطلالات البانورامية على نهر النيل الهادئ والتمتع بمشاهدة الجمال الخالد للقاهرة القديمة.
تم النشر في: فبراير 22, 2024
اكسب نقاط يمكنك استبدالها بتجارب لا تضاهى وليالي مجانية في فنادقنا الاستثنائية.
انضم مجانًاحقوق الطبع والنشر والتأليف © للأعوام من 1996 إلى محفوظة لشركة ماريوت الدولية. جميع الحقوق محفوظة. معلومات ملكية ماريوت